في البداية قبل أن نتحدث عن فكرة الاغتصاب من الضروري أن نسأل ما هو مفهوم الزواج، والمفهوم الذي ننتمي اليه يحدد ما اذا كان هناك اغتصاب أم لا. إن الزواج هو اتحاد بين شخصين. لكن هل هو اتحاد تكامل أم امتلاك أم ذوبان. فإذا كان مفهوم الزواج هو امتلاك وذوبان فليس هناك اغتصاب من الناحية النظرية، أما إذا تحدثنا عن الزواج كتكامل وهناك استقلال لكل طرف عن الآخر فنحن هنا نتحدث عن فكرة الاغتصاب في إبعادها الروحية والنفسية.
أولا تعريف الاعتصاب: هو آخذ شئ مادي أو معنوي عنوة وبدون حق من الآخر. وبالتالي يأتي المفهوم والمعنى مثير للجدل لأن مايأخذه الشريك من الآخر هو حق أصيل بحكم العقد والعهد والشرعي، لذلك من الضروري تغير كلمة حق إلى بدون رضاه، أي أن أحد الطرفين يأخذ من الأخر دون رضاه النفسي أو المعنوي أو المادي، وبالتالي يصبح الاغتصاب انتهاك لنفسية الآخر أكثر من استخدام جسده على اعتبار أنه لا توجد شرائع وضعية تجرم هذا الأمر، أو تحد إطار العلاقة في ما هو اغتصاب وما ليس اغتصاب.
ثانيا الأسباب: يمكن حصر أسباب الاغتصاب إلى عدة نقاط
1. المفاهيم الخاطئة: نسمع ونشاهد في مرات كثيرة بتعاليم خاطئة تصل إلى حد القناعة لدى المرأة أنها شيء ملك كامل للرجل دون إرادة مستقلة، وإذا امتنعت تلعنها الملائكة في يوم الدين.
2. الخوف من الترك: زوجات كثيرات يتنازلن عن أدميتهن بسب الخوف من الإحساس بالتقصير، الذي من الممكن ان يؤدي للترك أو وجود زوجة أخرى
3. ثقافة الاختلاف بين المرأة والرجل: قد لا يدرك الرجل أن تكوين المرأة من الناحية النفسية مختلف تماما عنه، فما يسعده ليس بالضرورة يسعد المرأة، ربما قمة السعادة لدى الرجل هي ممارسة الجنس للتعبير عن الرضا أو المصالحة، لكن التعبير واللمسة والكلمة الحلوة لدى المرأة أفضل جدا من ممارسة الجنس، أيضاً مفهوم الرجولة لدى العامة هي القدرة علي ممارسة الجنس عدة مرات ولمدد طويلة دون النظر للطرف الآخر إذا كان يفضل هذا الأمر أم لا هذه الاختلافات وفوارق أخرى تصل بعدد كثير من الرجال إنهم يمارسون اغتصاب زوجاتهم بصفة دورية دون إدراك حقيقي لما يقومون به.
ثالثا النتائج: من الضروري أن ندرك خطورة الوضع في حالة الاغتصاب المتكرر للمرأة حيث نصل إلى عدة نتائج هامة:
1. تجاه نفسها:
· تفقد المرأة إحساسها بأنها إنسانة لتتحول مع الوقت إلى إحساسها بأنها شيء
· عدم وصول المرأة إلى المتعة فتصبح العطية الإلهية نقمة وليس بركة
· السلبية في العلاقة فتصير مجرد جسد بلا عواطف
· ربما تتعاطف مع أي دعوة عاطفية خارج الزواج لتسدد ما فقدته في علاقتها بزوجها
2. تجاه الرجل: تكره الرجل لأنه أناني ومستغل ولا يفكر إلا في نفسه وفي رغباته فتترك نفسها له دون التركيز معه في شيء حتى لا تشعره بأي سعادة في ممارسة الجنس.
3. تجاه الأسرة:
· يتحول عطاءها المحب لأسرتها إلى إلتزام إجباري في تدبير المنزل
· فقدانها للقيمة يؤدي إلي عدم قدرتها في المشاركة في صناعة القرارت في البيت
· لا تكافح من أجل سعادة ومستقبل بيتها
· المشاكل المتكررة والمفتعلة دائما في البيت
* إن المرأة لا تتسلط على جسدها بل الرجل وكذلك أيضا الرجل ليس له تسلط على جسده بل للمرأة, أي أن كل طرف صار ملك للآخر بالموافقة أمام الرب. ولكن بالرغم إن كل شريك غير متسلط على جسده إلا أنه ما زال يتمتع بحرية إرادة وبالتالي فإن العلاقة لا تتم إلا بناء على موافقة الطرفين
* إن كل طرف مسئول أن يوف الآخر حقه (أي يسعده ويسدد احتياجه )
الجانب التعليمي
· ضرورة إن كل شريك يفهم الشريك الآخر في نقاط الإتفاق ونقاط الاختلاف سواء علي المستوى الجسدي أو النفسي
· كل شريك مسئول عن إسعاد الآخر وليس تحقيق رغباته هو الذاتية
· التخلص من التعاليم والمفاهيم الخاطئة عن الزواج والتي تركز على تفوق الرجل على المرأة، وحقوق الرجل تفوق حقوق المرأة في هذا الجانب على وجهه الخصوص
· التدريب معاً على الوصول لإشباع كل واحد للآخر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق